ولن أتردد في القول بأن هذه الشروط الأربعة (التي حددتها نازك الملائكة) لا تنطبق على أحد من الرواد، أو على من اصطلح على تسميتهم برواد القصيدة الجديدة، كما تنطبق على الشاعر علي أحمد باكثير، وبغض النظر عن الاستجابة الفورية، وكتابة المقالات المؤيدة أو المستنكرة، فإن تجربة باكثير رائدة ومثيرة بكل المقاييس وتحت كل الشروط، وهي لم تكن مقصورة على قصيدة أو قصيدتين أو حتى ديوان من الشعر يضم بعض القصائد، وإنما هي تجربة كبيرة تتمثل في عملين فنيين كبيرين أحدهما مترجم وهو روميو وجولييت والآخر عمل إبداعي وهو إخناتون ونفرتيتي وهما من حيث الحجم وكم الشعر يزيدان عن كل ما قدمه السياب ونازك من قصائد جديدة منذ بدأت ريادتهما في سنة 1947م إلى أوائل الخمسينيات. باكثير رائد التجربة وبطل الإنقلاب في الشعر المعاصر مجلة )العربي (العدد (307) رمضان 1404هـ - يونيو 1984م
|