علي أحمد بـاكثير
مئة عام على الميلاد (1910-2010)

 

د. عبد الحكيم الزبيدي

تحل في شهر ديسمبر من هذا العام (2010) ذكرى مرور مئة عام على مولد الأديب العربي الكبير علي أحمد باكثير الذي ولد في إندونيسيا في 21 من ديسمبر سنة 1910م، وتوفي في القاهرة في 10 من نوفمبر سنة 1969م، وبين الميلاد والوفاة كانت حياته الحافلة بالعطاء والإنجازات العظيمة في حقول الأدب المختلفة من شعر ورواية ومسرحية شعرية ونثرية.

وتأتي خطوة مجلة (الرافد) في هذا الملف مساهمة متواضعة لإحياء ذكرى هذا الأديب الفذ متعدد المواهب. ولقد سبق للرافد أن أصدرت كتاباً عن باكثير في شهر يونيو الماضي تزامناً مع المؤتمر الدولي الذي عقد في ذات الشهر في القاهرة، إحياءً لمئوية باكثير.

لقد كان باكثير رائداً في العديد من المجالات، فلم يكذب أهله ولا شعبه، وارتاد بأدبه مجالات لم يرتدها أحد قبله ولا بعده، وحسبنا أن نشير هنا إلى كتاباته عن قضية فلسطين كمثال على إحدى هذه الريادات التي لا تزال شاغرة إلى اليوم. وبالرغم من التعتيم والتجهيل الذي خيم على باكثير وتراثه حيناً من الدهر فإن في صدور العديد من الدراسات والأطروحات العلمية عنه وعن أدبه في السنوات الأخيرة لخير دليل على أنه قد بدأ يعود إلى الصدارة التي تربع عليها فترة من الزمن، وأنه قد بدأ يجد من الإنصاف ما يستحقه، تصديقاً لقول الحق تبارك وتعالى: (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض). صدق الله العظيم.